[color=green]تعبئة المياه مهددة بالتلوث
الماء وحده كفيل بإطفاء الظمأ. ولكن عندما تشرب، ضع الزجاجة أو العلبة في صندوق التحويل. يرمي كل منزل عادي سنويا ما يعادل خمسمائة زجاجة وخمسمائة علبة ألمنيوم.
هل سبق أن بحثت عن شيء كان أمام عينيك؟ هذا ما يحدث دائما في البحث عن الثروات الطبيعية، حيث تقوم الشركات في استكشاف المزيد من المصادر، ولكنها قلما تتنبه إلى الثروات الهائلة التي يتم هدرها، في مكب النفايات.
تخلص منها، أتلفها، ادفنها، ارمها!!!
كثيرا ما تكون هذه هي الخيارات الوحيدة التي تتعامل بها مع النفايات الصناعية. ولكن بالإضافة إلى مضاعفة مشكلة التلوث الحالية، من الملاحظ أن الشركات تصر على رمي النقود في مياه الصرف الصحي.
حان الوقت لاعتماد سبل جديدة للتعامل مع النفايات كما هو حال:
التحويل، والاستعادة وإعادة التصنيع.
من المحتمل أن تكون التكنولوجيا الكفيلة بجعل هذه الخيارات قائمة، بين الأيدي.
يتخصص هذا العامل التقني بمعالجة النفايات. وهو يعتمد على عدد من السبل التكنولوجية التي طورتها شركة فيليب إينفايرنومنتال لاستعادة الثروات الطبيعية من النفايات الصناعية.
تساعد تلك التكنولوجيا الجديدة على التعامل بطريقة مختلفة مع النفايات. فبدل التعامل معها على أنها منتجات فرعية غير محددة الهوية تنجم عن العملية الصناعية، تعتمد أنظمة لفصل العديد من النفايات وإعادتها إلى ما كانت عليه من مصدر للثروات.
هناك تقنية تستقبل أسلاك الكهرباء المتلفة وتحولها إلى معادن قابلة للاستعمال وبلاستيك.
وتقنية أخرى تعالج النفايات السائلة الخطيرة، لتستخرج منه المعادن والترسبات القابلة للبيع.
بالإضافة إلى تقنية ثالثة تسمى زيب، وهي قادرة على تحويل آلاف الأطنان من غبار الأفران الكهربائية إلى زينك ورصاص وحديد ونوع من الزجاج.
تسلط على الغبار حرارة بدرجات مرتفعة جدا عبر مشاعل مخصصة فتحوله إلى غازات، يجري تكثيفها فيما بعد ومعالجتها لتصبح معادن قابلة للاستعمال، ثم ترز بعدها لتصبح قوالب من الزينك والرصاص والحديد.
أما المركبات الغير معدنية فيتم تجسيدها وتحويلها إلى زجاج، أو مواد إضافية للإسمنت أو غيره، دون أن يتلف شيئا.
معالجة النفايات وإعادتها إلى ما كانت عليه من مركبات يقلص من حجم الطلب على الأراضي لمجمعات النفايات، ويقلل من استنزاف الثروات الطبيعية، كما يقي من وصول النفايات الصناعية إلى الماء والهواء والتربة.
القضاء على النفايات، هو شعار ستعلنه مجتمعات المستقبل. ولكن مع تقدم التكنولوجيا القادرة على التحويل والمعالجة واستعادة الثروات، قد يصبح هذا الشعار قابل للتحقيق، في أفق ليس بعيد.
=-=-=-=-=-
جراحة بلا ندوب.
تم إحراز بعض التقدم التكنولوجي على صعيد الأدوات الجراحية التي تمكن الأطباء من القيام بعمليات تحت الجلد، دون أن يتركوا أثر مشوه.
ليس في ذلك أي غرور، لأن عدم التدخل في النظام السائد يسهم في التعافي الأسر والأشد أمنا.
يمكن لهذا الأمر أن ينطبق أيضا على الطبيعة أيضا. في هذه اللحظة، هناك آلاف من المستوعبات في جميع أنحاء البلاد، تتعرض للتآكل وتسرب كميات من العناصر الكيميائية السامة إلى التربة المحيطة. كثيرا ما تصل هذه المواد الملوثة إلى تحت الأرض، حتى تصل إلى مصادر المياه الجوفية هناك.
عادة ما تتطلب عملية تنظيف هذه المواد السامة رفع السطح فوق الحقل الملوث والحفر بهدف الوصول إلى التربة التي تعرضت للتلوث لنقلها بعيدا.
كما أن استخراج المياه الملوثة عبر الآبار الارتوازية يتطلب الوصول الكامل إلى سطح الحقل.
ولكن التلوث لسوء الحظ أحيانا ما يتسرب إلى تحت المباني أو المنشآت التي لا يمكن إغلاقها للقيام بعمليات المعالجة اللازمة.
في هذه الحالات كثيرا ما تبقى المشاكل معلقة دون حل. ولكن التفكير المبدع قد يتوصل اليوم إلى حلول جديدة.
يقوم هذا العامل التقني في شركة خدمات فلو مول البيئية بتوجيه وسيلة حفر تحت الأرض، وذلك لفتح نفق أفقي عدة أقدام تحت سطح المبنى، وبهذا يتمكن المهندسون من الوصول إلى ما تحت سطح المنطقة الملوثة، بما يساعدهم على معالجة المشكلة بالاعتماد على تكنولوجيا حديثة أو اكتشفت مسبقا، كما هو حال استخراج الماء أو بخار التربة، أو اللجوء إلى التهوئة وتعزيز التحلل البيولوجي.
أخذ هذا النظام عن تكنولوجيا ترينشليس المعتمدة في بناء المنافع، وقد أضافت شركة فلو مول إليه مضخة لضغط السوائل عبر التربة بالاعتماد على نظام توجيه معقد يوجه ويتابع مسار الحفار الذي يخترق العوائق تحت الأرض كي يصل إلى النقطة الرئيسية في الحقل الملوث.
يمنح الحفر الأفقي المهندس إطلالة أفضل على التلوث من سبل أخرى، دون توقف النشاطات على السطح.
=-=-=-=-=-=-
عصفور في اليد أفضل من عشرة على الشجر. ينطبق هذا على التكنولوجيا الحديثة، فأثناء انتظار اتتطور كي يحمل معه بدائل لمصدر الطاقة، لا بد من تحسين السبل التي تستعمل فيها المصادر التقليدية.
إنهما وجهين لعملة واحدة: المطر الحامضي والدخان المضبب. يؤدي الدخان المتصاعد من السيارات والمصانع إلى حاجة ماسة لتنقية الهواء الذي نتنفس.
لا داعي لتدقيق النظر لمعرفة من هو المسؤول: إنه الحرّاق. وتحديدا حرق الوقود الطبيعي لتوليد الطاقة.
تطلق السيارات العنان لمداخنها في الجو كل يوم. كما تقوم المصانع ومحطات توليد الطاقة بإطلاق السوكس والنوكس وغيرها من الغازات السامة.
التحسينات الجارية للتخفيف من انبعاث السيارات، إلى جانب التوصل إلى سبل أفضل لتنظيف مداخن المصانع ومحطات الكهرباء، كلها خطوات إيجابية نحو مواجهة تحديات التلوث.
بعض محطات توليد الطاقة التي تعمل على الفحم، كهذه العاملة تحت إشراف شركة مونتوب الكهربائية، والتي هي واحدة من فروع إيستيرن أوتيليتي أسوسيشن، بدأت تعتمد على تقنيات جديدة لحرق الوقود بشكل أفضل.
تعاقدت مؤخرا مع شبكة أبحاث كوتريل للحصول على نظام لمعالجة وقود الغاز، الذي يعرف ينوكس أوت.
تمكن هذا النظام الذي طورته شركة فيول تيك من تقليص نسبة انبعاث النوكس في الجو بنسبة ستين بالمائة على الأقل.
لو سمح لهذه الكمية بالوصول إلى المجال الجوي، يمكن أن تتفاعل مع عناصر أخرى تلوث الهواء لتشكل أوزون، وهو أحد المركبات الأساسية للمطر الحامضي.
يقف نظام النوكس أوت حاجزا بين الشعلة والغشاء الجوي، وذلك برش مادة يوريا الغير سامة في الماء.
عندما يحتك الدخان القادم من الحراق برذاذ الرش، تخلق تفاعلا يحول أكسيد النتروجين، إلى مركبات غير ضارة من النيتروجين وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء.
لا ينجم عن ذلك أي منتجات فرعية أو نفايات صلبة.
تم التوصل إلى هذه التكنولوجيا تماشيا مع قوانين مساشوسيس الدقيقة الخاصة بتنقية الهواء، والتي هي أشد ضيقا من المقاييس الفدرالية.
ستقلص هذه العملية الفعالة من كمية النوكس الصادرة عن المحطة، وتجعلها سارية قبل أن يبدأ العمل على تنفيذ القوانين.
تحويل الوقود القليل السولفر أصلا بفحم فيه كمية أقل من السولفر سيحسن من تنقية الهواء حول مساشوسيس، وذلك بتقليص انبعاث السوكس.
يلهب الأوزون العيون وجهاز التنفس.
إذا تمكنوا من الرد على وجهي عملة تلوث البيئة، يمكن لتكنولوجيا النوكس أوت أن تعيد الكرة الأرضية إلى مرتبة الأبطال.
=-=-=-=-=-=-=-=-
التشحيم عبارة أساسية في الكثير من الصناعات. لضمان عمل الآلات بنعومة، لا بد من التشحيم. ولكن استعمالها بنفس الأهمية التي تقتضيها إزالتها عند التنظيف.ولكن مشاكل هذه المواد بالنسبة للبيئة يخلق عبارة أخرى، هي الخطر.
الإسعاف على الطريق، كل دقيقة هناك أكثر أهمية من التالية. يمكن للتجاوب المباشر مع الظروف العصيبة لأي شخص يمكن أن تحسم الأمر بين الحياة والموت.
ولكن ماذا بالنسبة لحياة المركبات؟ هل لمسألة الطوارئ بالنسبة لها نفس الأهمية؟
يمكن لبعض القطع المعدنية في بعض الأجهزة الآلية إذا أهملت أن تنتهي في مجمع النفايات.
ولكن اتخاذ القرارات بشأن محاليل التنظيف أمر صعب، على اعتبار أن غالبيتها من المواد السامة التي تسبب السرطان، كما أنها تساهم بإنتاج خمس وعشرين بالمائة من مادة السي إف سي المضرة بالبيئة.
أما الحل، فهو اعتماد استراتيجية للتنظيف.
يتصدر هذه العملية علماء في مختبرات لوس ألاموس الوطنية بالتعاون مع جمعية تنمية تكنولوجيا السوائل الخطيرة.
وقد توصلا معا إلى عملية تنظيف متكاملة تعتمد على ثاني أكسيد الكربون، عبر استخدامه الصناعي الغير ضار بالبيئة.
عند تسخين السائل وضغطه فوق حدوده القصوى، ليتمتع بمزايا الغاز والسائل في آن معا.
عادة ما يستعمل ثاني أكسيد الكربون بحالته السائلة لتدني كلفته وقلة ضرره.
عند إزالة المواد السامة من مركب ما، يضخ ثاني أكسيد الكربون في حجرة للتنظيف.
تتحلل المواد السامة حتى من أصغر الأجزاء.
عند انتهاء العملية ينخفض الضغط لتمدد حجم ثاني أكسيد الكربون من شكله السابق إلى الغازي، ليسمح بالوقت نفسه لعناصر التلوث في الخروج من المحلول.
تجمع المواد الملوثة في مفرزة ليعود غاز ثاني أكسيد الكربون إلى مجرى السائل ليتم استعماله مرة أخرى في عمليات التنظيف.
تسمح تعددية الحرارة والضغط لثاني أكسيد الكربون بإزالة أنواع مختلفة من التلوث.
طورت مختبرات لوس ألاموس برعاية من دائرة الطاقة، استخدام ثاني أكسيد الكربون ليصبح مادة تخلف محلول التنظيف الجاف، وكبديل فعال للمنتجات الكيميائية.
يمكن تسميته بمحلول بديل لمستقبل أنظف، لأن استخدامه المستمر يؤكد بأن التقليص من حجم النفايات أمر واقع لا محال.
أضف إلى ذلك أن قابلية ثاني أكسيد الكربون للتحويل يوفر الطاقة والكلفة معا.
الزمن ليس في صالح المركبات، إلا أن توسع استخدام المحاليل قد يمكنه من الدوام أطول في المصانع.
أما بالنسبة لطبقة الأوزون التي تتعرض للاستنزاف السريع فإن التكنولوجيا كهذه قد تشكل جانبا هاما من نجاتها وتعافيها.
=-==-=-=-=
خليج شيسيبيك، رواية ميشنير، شيسيبيك، نفخت الحياة في الأساطير.
إنها منطقة غنية بالقشريات والأسماك والصدفيات التي يعيش عليها الآلاف. وهي مساحات شاسعة من المياه التي يستمتع بها الملايين.
كاد التلوث أن ينتزع البريق من ذلك الكنز الوطني.
تصب الأنهر والجداول والبحيرات من ستة ولايات في خليج شيسابيك.
وعندما يفيض المطر يغسل الشوارع والحدائق والحقول فيحمل معه نفايات الحيوانات والسماد والمبيدات جميعها، بالإضافة إلى المهملات المنزلية من زيوت السيارات والمنظفات السامة.
مع توسع الانتشار السكان فوق اليابسة، بدأ حجم الثروة البحرية يتقلص بشكل واضح.
إلى أن اجتمع العديد من أصحاب الأسهم على شواطئ خليج شيسابيك الرائع للعمل على إنقاذه.
أقامت خدمات حماية الثروات الطبيعية شراكة مع أصحاب الأراضي المحيطة لتحسين مياه الخليج.
أخذ أصحاب المنازل والمزارع يستخدمون السماد والمبيدات بطريقة أفضل، لخفض كمية العناصر الكيميائية الضارة التي تصب في الجداول والأنهر.
تتبع أساليب وقائية كما هو حال الزراعة المخططة بشكل طوعي للحفاظ على التربة في مكانها.
عبر مزج النفايات، يتحول براز الحيوانات إلى سماد نباتي قيم.
ومن خلال تقنيات زرع المراعي تتغذى قطعان المواشي على الأعشاب والمياه البعيدة عن الجداول.
تستعمل المصافي العشبية أيضا لتصفية الترسبات الضارة قبل وصولها إلى مجاري المياه.
يستخدم العديد من شركات البناء نوع من سياج الغرين والزرع المؤقت للتحكم بانهيارات منطقة المباني، وبزراعة الأعشاب والأشجار على ضفاف الأنهر، يقلل أصحاب المنازل من التآكل في التربة، ما يضمن جنان آمنة للحيوانات البرية أيضا.
تتعاون خدمات حماية الثروات الطبيعية مع المؤسسات الحكومية والسلطات المحلية، للعمل على إعادة الصحة إلى الخليج، إلى جانب الممرات المائية الرومانسية التي كتب عنها ميشنر الكثير.
أصبح خليج شيسابيك الرائع في طريقه إلى التعافي، علما أن مستقبله ما زال بين أيدي جميع من يتقاسمون ثرواته.
=-=-=-=-=-
يمكن لسيارة السيدان أن تسير مسافة مائتي ميل دون أن تشحن. وهي واحدة من تصاميم السيارات الحديثة، التي تبدو جميلة وأنيقة ومريحة، كالسيارات التقليدية. ولكنها لا تسبب الأذى للبيئة كلما شغلتها، يعتبر معهد الثروات العالمية وما وراءه من فريق أبحاث يعنى بالتخطيط، يعتبر أن السيارة الكهربائية، بديل فعال لسيارات تتحرك بالوقود التقليدي، وتساهم في التخفيف من حدة تلوث الهواء، أو سخونة الكوكب.
كانت السيارات الكهربائية الأولى تعبر مسافة قصيرة وتحتاج لفترة شحن طويلة، أما التكنولوجيا المعاصرة فتسمح لها بعبور مسافات أطول، وتضمن الراحة والفخامة للركاب.
عندما يبدأ إنتاج السيارات بالجملة، لن تكلف أكثر من سيارات الوقود التقليدي، كما أن التوفير في الوقود والصيانة سيجعل قيادتها أرخص.
لقيادة تلك السيارات عدة فوائد، فلا حاجة لتعديل الحراق، أو تغيير الزيت ولا مصافي لتبديلها، ولا مبرد للمحرك، ولا دخان تراقبه، وهي هادئة جدا متعة في القيادة ومناسبة للبيئة.
التحكم بكمية الدخان الصادر عن مداخن محطات توليد الطاقة الكهربائية، أسهل بكثير من التحكم بملايين المداخن الصغيرة.
آخر.
استنزفت مداخن السيارات البيئة لسنوات طويلة.
هناك ثلاثة أسباب تجعل هذا البلد يشجع السيارات الكهربائية، أولا لأنها تخفف من تلوث الهواء في جميع أنحاء البلاد وهذه مشكلة صحية جادة. ثانيا لأنها ستخفف من مفعول البيت الزجاجي، ما سيؤثر إيجابا على ما تشهده من تغير في المناخ، ثالثا وهذه مسألة لا يأخذها البعض بعين الاعتبار هو أنها ستقلل من استيراد النفط، الذي هو بنسبة خمسين بالمائة مع احتمال زيادته. ما يعني أنها ستعزز الأمن الوطني.
ربما حان الوقت لوقف ضخ البنزين العادي والممتاز، ليحل محله الوات والفولت والأمبير، كي تقودك إلى مستقبل أنظف.[/color]