الهجرة السرية،قوارب الموت، الهجرة غير الشرعية، كلها مسميات لظاهرة باتت تقض مضجع شريحة كبيرة ان لم نقل السواد الأعظم من ساكنة المغرب العربي وجنوب الصحراء، شباب في زهرة عمرهم يهجرون أهلهم وذويهم ويبيعون ممتلكاتهم من أجل تحقيق حلم غالبا ماتكون نتيجته تحطمه على صخرة السواحل الاسبانية أو غيرها من الدول الأوروبية، وفي أحسن الحالات الوقوع في يد خفر الشواطئ ليس طبعا بالنسبة للمهاجر الذي يتمنى الموت على العودة الى عنق الزجاجة، وجحيم بلده والغربة الحقيقية هي مايعانيه فيه، في خضم هاته المشاعر الفياضة والمتناقضة ينسى هذا الاخير أو يتناسى مشاعر الألم والحرقة التي يخلفها غيابه أو ربما تضع تلك القوارب نهاية مأساوية لحياته، فلا هو حقق حلمه الموعود ولا مكث بين أحضان أهله وذويه بل أصبح مادة اعلامية دسمة وجرحا غائرا في ذاكرة الأهل، والسؤال المطروح بالحاح: ماهو البديل لهؤلاء الشباب حتى لايهاجروا ؟ هل الحملات التوعوية يمكن أن تؤتي أكلها في ها ته الحالة؟ ماهي الوصفة السحرية التي نقدمها لهؤلاء حتى يمكثوا معنا؟ أي نوعية من المشاريع يمكن أن تثنيهم عن حلم الهجرة المفترض؟ كيف نحارب تجار الهجرة السرية وبائعي أوهام الضفة الأخرى؟ كيف نحفظ لمجتمعنا فئته الشبابية؟ الرجاء تكثيف الردود فالشباب هو القلب النابض لكل المجتمعات...