kamaladi عضو ممتاز من الدرجة الثانية
عدد المساهمات : 127 نقاط : 399 تاريخ التسجيل : 07/03/2011 العمر : 26
| موضوع: العالم قرية صغيرة الثلاثاء مارس 08, 2011 4:42 pm | |
| أصبح العالم قرية صغيرة نسائم الصباح تداعب وجوه صغاري من الأحفاد ,وهم يتنافسون فيمن سيكون إلى جانبي ونحن في الطريق إلى المطار .....سارة وهي الأكبر أدركت معنى السفر ولم تنطل عليها مقولة أنني سأعود بعد أيام ومعي جدهم ,بينما الصغير كان يرضى ويقتنع حينا ثم لا يلبث أن يرفض البعاد ويريد اصطحابي عارضا الكثير من المغريات ...كأن يجعل لي نصيبا من ألعابه ...وأن أنام في سريره ...,,,,,كنت أضمهم إلي وكأن نعيم الحياة كلها بين يدي ....والسعادة تنفذ إلى قلبي فتزداد ضرباته مذكرا لي بأن ساعة الوداع قد اقتربت .....فأشيح بوجهي بعيدا حتى لا يروا تلك الدموع التي تغالبني وتصر على الفرار من عيني ....ولم أجد بدا من تغيير الجو السائد بالنظر إلى تلك الطبيعة الساحرة الجميلة التي أخذت تسابقنا فتنطوي من ورائنا .....بتلالها ....بخضرتها ....بأزهارها ...بمائها .. وكأن الناس كلهم على سفر ........تحققت في هذا المكان مقولة (إن العالم قرية صغيرة ) فقد اجتمع من الناس أبيضهم.... وأسودهم ....وأصفرهم ...اختلفوا في الصورة ...واختلفوا في اللسان ...وفي الزي ...واجتمعوا كلهم في تلك اللحظة المولمة ...حين تفيض العاطفة ...وتنهمر الدموع . ورغم أني لا أريد أن أفارق أحبتي إلا أنني أحسست أن رحمة ربي قد شملتني حين لم يكن معي طويل وقت أقضيه معهم قبل دخولي قاعة المسافرين ....فهناك ستكون مساحة حريتي أكبر ....وسيسقط هذا القناع عن وجهي الذي أرسم فيه شجاعتي في محاولة لكتم عواطفي وكبح جماح دموعي. ولا أدري كيف وصلت إلى مكاني في الطائرة .....حيث أسندت رأسي ....وأغمضت عيني لأظل محتفظة بشريط الذكريات الجميلة ......أستعيد كل لحظة قضيتها مع أحبتي ......وفجأة انقض الغريب ليفسد علي متعة الذكرى بصوته الأجش محييا وهو يجلس إلى جانبي .....وانتبهت لأرى رجلا قد يكون في الأربعين من العمر ...وسيما ....طويلا ...من ذوي العيون الزرقاء ....وسألني بأدب جم عن وجهتي وابتهج لكوننا نقصد المكان ذاته ....أنا أعود إلى مكان إقامتي ...وهو رجل أعما ل وله مصالحه هناك , وأنهيت الحديثفلست ممن يستفيض مع الأغراب , ...وبدأ الوقت يمر متباطئا ثقيلا ....كنت فيه أحيانا أحاول قراءة شىء من القرآن الكريم لتطمئن نفسي ....وأحيانا أخرى أإمض عيني لأغالب دوارا مفاجئا من اهتزازات الطائرة ....وبدأت حركة توزيع الطعام ....وكانت بداية مأساتي ......أحسست أن هذا الذي إلى جانبي يحظى باهتمام يلفت النظر من المضيفين فهم بين رائح وغاد يمدونه بكووس الشراب المحرم وهو يتجرعها بطريقو شرهه....وإذا ما أخبرته المضيفة أن ما يخصه نفد دفع وشرب المزيد ...والذي زاد من دهشتي أنه كلما طلب المزيد من الشراب اتسعت ابتسامة المضيفين له وهم يقدمون له ما يطلب باعتزاز .....ولأول مرة في حياتي أشم رائحة ذلك الخبث ....فأحسست بالدوار ...واقرف من تلك الرائحة النتنة التي تنبعث من فمه وهو يتحدث إلي أويصر بالأحرى على التحدث إلي ويسألني لم لا تشربين ؟.......قلت : لا أشرب إلا طيبا ...ولا أشرب ما يضيع عقلي مثلك الآن ...كما أن ديني لا يسمح لي بذلك . وكأني فجرت قنبلة من الضحك عنده ...وأخذ يضحك ويضحك ....وصدره يحشرج ...ويرتفع سعاله مما ينبىء عن احتراق هذا الصدر ليس بالشراب فقط بل والتبغ أيضا .......وتمنيت لو أني لم أرد عليه ....وحين هدأت ثورة ضحكه المصطنع ....أخذ يتجرأ على خالقه الذي حرم على المسلمين هذه المتعة .ولم أستغرب ذلك فطلبت منه الصمت وعدم الكلام معي . .. ..وصار شغلي الشاغل مراقبة عقارب ساعتي التي تآمرت علي وتكاسلت في حركتها ......بقي من الزمن خمس ساعات ...يا إلهي ما أقسى أن تقضي مثل هذا الوقت الطويل مع من تود أن تركله بقدمك ليتدحرج بعيدا بعيدا ...إلى الجحيم ...وازداد هذيانه مع تجاهلي له وانشغالي أو تشاغلي بالقراءة ....وتساءلت قي نفسي ...إذا كانت معظم الخطوط الجوية تفخر بأنها تسير رحلات نظيفة من التدخين فلم لا تكون على الأقل خطوط الطيران العربية أو الإسلامية خالية ونظيفة من شرب المسكرات ؟؟؟؟وإذا كانت الحجة الخوف من الخسارة فلم لا يكون على أضعف الإيمان أماكن مخصصة لمن لا يشرب هذه السموم ؟؟لم تخشى شركاتنا الوقوف بحزم أمام ما تعتقد ؟؟؟مع أن الجانب الآخر يجاهر ويعتز دوما بما يفعل؟؟أم لأن بيوتنا من زجاج ؟؟.........والأهم هذا القادم الذي فتحت له أبواب بلادنا ....الذي ينغمس في متعه المحرمة ويتمرغ في طين المعصية والجرأة على الله الخالق ........ماذا نتوقع من خير يأتي به ؟؟؟أليس جديرا بنا أن نعرف لمن تفتح الأبواب ؟؟؟؟.........أدركت ساعتها أن العالم قرية صغيرة ....تشترك في الظلمة والنور ....وحين ندرك موقعنا الحق تحت ضوء الشمس لا نارها نحفظ لأجيالنا السعادة والنقاء والطهر .... وأخييييييييييييرا حطت الطائرة بسلام وبدأنا الإستعداد للنزول وإذا به يلتفت إلي ليقول :سأتحدث مع إلهك كي يسمح لك يوما ب.....ب..... لحظتها أدركت أن صبري قد نفد ...كما أدركت أن دفعة بسيطة من يدي سترديه أرضاخاصة وهو يترنح ...وكدت أفعلها غير أني آثرت أن أتخطاه وعند دخولي الحافلة سمعت جسما يرتطم بحافتها ....ونظرت لأراه على الأرض ....يا إلهي ...فكرت في إيذائه ولكني لم أفعل ...حقا لم أفعل ...نظرت إليه باستغراب وهو يقف ويقول : سيدتي ...أحترمك | |
|
ayoub_ek Admin
عدد المساهمات : 637 نقاط : 1318 تاريخ التسجيل : 17/01/2011 العمر : 27 الموقع : inbiaat.forummaroc.net
| موضوع: رد: العالم قرية صغيرة الثلاثاء مارس 08, 2011 11:19 pm | |
| | |
|